الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث فياغرا ومنشطات جنسية على قارعة الطريق، فأين الرقابة؟

نشر في  17 سبتمبر 2014  (11:09)

في الزحام، وسط جلبة السوق الاسبوعي يقف التاجر امام طاولة مزدانة بشتى انواع الادوية والمستحضرات الطبية. يمسك البائع بحبّات الفياغرا مفسّرا لاحد حرفائه ومستعرضا على مسامعه محاسن هذا المنشط الجنسي: «هذا الدواء ناجع و مفيد ومنصوح به، ولو اردت ادوية اخرى، لدي مستحضر جنسي يتم تناوله في كأس من الماء و آخر على شاكلة علكة.
العشرات من الادوية معروضة على قارعة الطريق وتحت اشعة الشمس الحارقة. مراهم جلدية و مستحضرات لمقاومة الصلع  اخرى للتجميل ومنشطات جنسية وفياغرا. صيدليات منتقلة اذن. واللافت للانتباه في الامر هو الاقبال الكثيف من قبل المواطنين. كل ذلك في ظل غياب شبه كلي لمصالح المراقبة الاقتصادية والصحية والامنية.

أقراص فياغرا من الهند وأمريكا على قارعة الطريق؟

من سيدي بوزيد الى قفصة و القيروان وحتى على اطراف العاصمة، تنتشر هذه التجارة الرائجة للادوية. يكفي ان تتغلغل وسط بعض الاسواق الشعبية لتلاحظ العشرات من الباعة المتخصصين في هذا النشاط. يبيعون اقراص الفياغرا بالحبة وباسعار تتراوح بين الدينار والسبعة دنانير.
كغيرها من المواد المهربة، يتم ادخال هذه الادوية عبر الحدود الجزائرية والليبية. اما مصدرها فيختلف من دواء الى اخر. من الهند والباكستان ومصر وامريكا وحتى نيجيريا. يقول احد التجار: «صحيح ان الرقابة على الحدود الجزائرية قد اصحبت مشددة الا انه لا يزال هناك امكان لجلبها عبر المسالك الجبلية.»
اما بالنسبة لعيون الفرق الامنية والصحية والاقتصادية، فهي شبه غائبة، وهو ما يحث هذا التاجر وغيره على التنقل باستمرار من سوق اسبوع الى اخر. بينما يصر اخرون على عرض منتوجاتهم المهربة بواجهات محلاتهم.

رقابة اقتصادية وصحية غير كافية

والغريب في الامر هو وعي السلطات بخطورة هذه الأدوية، ورغم ذلك تجد صعوبة في التصدي لها . يقول محمد الرابحي العضو في لجنة مقاومة التهريب : صحيح ان هناك دوريات مشتركة بين وزارات التجارة والصحة والداخلية لحجز هذه المواد المهربة، الا ان التفقد الهائل لكميات كبيرة منها قد جعل من مسألة القضاء عليها امرا شبه مستحيلا.»
مع العلم ان وزارة الصحة قد اصدرت عددا من البيانات المنبهة من خطورة استعمال مواد ملونة للشعر باسم royal henna و صبغة مجهولة المصدر محتوية على مادة كيميائية سامة  تتسبب في ابادة خلايا العضلات وكحل آسيوي المصدر يحتوي على معدني الرصاص والزرنيخ وعطر معروف باسم lovely الذي تسبب في السنة الفارطة في وفاة شابة بسيدي بوزيد.
اما بالنسبة للفياغرا ومشتقاتها من المنشطات الجنسية فبقدر ما يمنع القانون التونسي ترويجها خارج الصيدليات مع ضرورة الاستظهار بشهادة طبية في الغرض عند اقتنائها من الصيدليات، يصر مروجوها بالاسواق الشعبية على خرق القانون رغم ما يمثله ذلك من تهديد لصحة حرفائهم.

جلطة قلبية و قصور كلوي

يقول اخصائي جراحة الكلى والمجاري البولية الدكتور محمد الجريبي : «من الضروري على طالبي الفياغرا اصطحاب شهادة طبية لما لهذا المنشط الجنسي من انعكاسات صحية قد تصل إلى حد الجلطة القلبية وتسارع دقات القلب والقصور الكلوي وارتفاع ضغط الدم والاغماء واوجاع الراس.» وعادة ما ينصح الطبيب متناولي الفياغرا باللجوء اليها مرة في الثلاثة ايام فقط.
ويفسر احد الصيادلة من جهته الاقبال المتزايد للبعض على التجارة الموازية للمنشطات الجنسية بتواصل اعتبار الحديث عن القضايا الجنسية مع الطبيب او الصيدلاني من المواضيع المحرجة. لذلك يتوجه العديد من الحرفاء الى المنتوجات المعروضة على قارعة الطريق رغم ما تشكله من خطورة على صحتهم.
من بين حوالي 5 الاف علبة دواء مهربة، حجزت لجان الرقابة المشتركة ما لا يقل عن 845 علبة فياغرا غير صالحة للاستعمال في الاشهر الاخيرة من سنة 2014، وفق مصادر مدير ادارة حفظ الوسط و حماية المحيط محمد الرابحي. ولكن كيف تسربت كل هذه الادوية الخطيرة الى التراب التونسي؟

محمد الجلالي